قصيدة ( همسات )
أَحَبِـيبَتِي
يَا مَنْ أُغَازِلُ جَفنَهَا
يَا مَن أُسَامِرُ طَيفَهَا
يَا مَن أُحَاوِرُ حَرفَهَا
أنتِ الشُّمُوعُ لِظُلْمَتِي
أنتِ الهَوَى وَصَبَابَتِي
أنتِ الفُصُولُ بِأَسرِهَا
أنتِ الشِّتَاءُ بدِفئِهِ قد ضَمَّنِي
وَبِغَيثِهِ أَحيَا مَوَاتَ قَصِيدَتِي
أنتِ الرَّبيعُ بِعِطرِهِ وَنَسِيمِهِ
يَأتِي يُغَازِلُ زَهرَتِي
أنتِ الخَريفُ إِذَا أَتَى
نَزَعَ الهُمُومَ بِرِقَّــةٍ
حَتَّى بَدَتْ أَغصَانُ أشجَارِي
بِلا هَــمّ ٍ يُسَامِرُ شَكوَتِي
وَالصَّيفُ أنتِ جَمَالُهُ
وَمَسَاؤهُ وَصَبَاحُهُ
وَبِشَمسِهِ
أضحَى يُبَدِّدُ بَحرَ دَمع ٍ
مِن مَوَاطِنَ قِصَّتِي
أحَبِـيبَتِي
أنتِ المُنَى وَحَبِـيبَتِي
يَا مَنْ عَشِقتُ لِقَاءَهَا
وَكَلامَهَا وَحُرُوفَهَا
وَنَسِيمَهَا وَرَبِـيعَهَا
يَا مَن خَشِيتُ وَدَاعَهَا
وَدُمُوعَهَا
أنتِ الحَيَاةُ وَبَهجَتِي
يَا مَنْ أُغَرِّدُ بِاسمِهَا
يَا مَن أَحَارُ بِوَصفِهَا
يَا مَن أُخَاطِبُ هَمسَهَا
أَحَبِـيبَتِي
أنتِ التِي
عَزَفَتْ عَلَى أوتَارِ قَلبِي لَحنَهَا
غَنَّى لَهَا
مِن فَرحَتِي زَهرِي يُرَاقِصُ عِطرَهَا
أنتِ التِي
نَسَجَتْ خُيُوطَ مَسَرَّتِي
هَتَكَتْ سِتَارَ سَرِيرَتِي
زَرَعَتْ بِوَحيِّ حَدِيثِهَا
فَرَحَاً يُدَاوي أنَّـتِي
أحبـيبتي
يَا مَن رَحَلْتُ لأجلِهَا
وَتَرَكْتُ عُمرِي وَالدُّنَا
وَهَجَرتُ مَاض ٍكَم رَوَى
أزهَارَ عُمرِي بِالضَّنَى
وَأَتَيتُهَا
هَل تَقبَلِين مَوَدَّتِي ؟
فَتَقَبَّلِي مِنِّي بَقَايَا
قَد رَأتْكِ كَشَاطِئ ٍ
أَمسَى يُرِيدُ سَفِينَتِي
وَتَحَمَّلِي أَشوَاقَ أشرِعَتِي
إِذَا عَصَفَ الهَوَى
كُونِي يَدَاً سَبَقَتْ
تُلَملِمُ دَمعَتِي
كُونِي يَدَاً عَشِقَتْ
وَتَنقُشُ بَسمَتِي
يَا مَنْ رَأيتُكِ لِلسَّعَادَةِ خُطوَةً
وَأَتَتْ تُرَافِقُ خُطوَتِي ؟
مُدِّي يَدَيكِ
لِكَي نَسِيرَ مَعَاً بِدَايَةَ رِحْلَتِي
يَا أَحرُفِي وَكِتَابَتِي
يَا أَبحُرِي وَقَصِيدَتِي
يَا مَن أَظَلُّ لَهَا
أَقُولُ : حَبِـيبَتِي
وَحَبـيبتي
وَحَبِـيبتي