سامح زيدان عضو نشيط جدا
10682 1 مساهماتى : 85 انضمامى لكم : 17/05/2010
| | حقيقة العشق | |
بسم الله الرحمن الرحيم ..
احبتي في الله ..
الســــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أخي المسلم ، أختي المسلمة :
العشـــق هو : الإفراط في المحبة , تتركز فتنته ـ غالباً ـ على الشكل والصورة , أو انجذاب مجهول السبب , لكنه غير متقيد بالحب لله, ويدعي بعضهم أنها صداقة وهي ليست كذلك ؛ لأنها صداقة فاسدة لفساد أساس الحب فيها بعدم انضباطها بضوابط الشرع ( سواء كان ذلك : نساء نساء ، أو رجال رجال ، أو نساء رجال ) . والعشق رغم سهولة بداياته إلا أن نهايته انتكاس للعاشق , وخروج عن حدود الشرع , ولهذا كان بعض السلف يستعيذ بالله من العشق , فهو إفراط في الحب في أوله , وهو عبودية للمعشوق في نهايته , تضيع معها عبودية العبد لله ,
ولهذا يجعلون الحب مراتب: أوله : العلاقة , ثم الصبابة , ثم الغرام , ثم العشق , وآخر ذلك التتيم وهو التعبد للمعشوق , فيصير العاشق عبداً لمعشوقه , وإن سقوط المسلم في شباك العشق لهو من أخطر الأمور , إذ أن الهوى من صفاته أنه يهوي بصاحبه , وإذا ما استحكم في القلب سيطر على العقل والفكر , وهنا يقع الإنسان في عبودية هواه : " أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا ".
العشق ضرر في الدين والدنياالعشق يجلب لصاحبه ما يضره في دنياه وأخراه وهو عنوان الشقاوة وتوابعه كلها ضارة مُبعدةٌ عن الله كيفما تقلب في منازلها فهو في خسارةٍ وبُعدٍ . قال أبو الفرج ابن الجوزي في كتابه " ذم الهوى " : " العشق بيّن الضرر في الدين و الدنيا . أما في الدين : فإن العشق أولا : يشغل القلب عن الفكر فيما خلق له ، من معرفة الإله ، والخوف منه والقرب إليه ، ثم بقدر ما ينال من موافقة غرضه المحرم يكون خسران آخرته ، وتعرضه لعقوبة خلقه ، فكلما قرُب من هواه بعُد من مولاه ... وإن منعه خوف الله تعالى عن نيل غرض فالامتناع عذاب شديد ، فهو معذب في كل حال . وأما ضرر العشق في الدنيا : فإنه يورث الهمّ الزائد ، والفكر اللازم ، والوسواس والأرق ، وقلة المطعم ، وكثرة السهر ، ثم يتسلط على الجوارح ، فتنشأ الصفرة في البدن ، والرعدة في الأطراف ... " إلى آخر كلامه
قال أحد المعذبين بهذا الداء :وكان ابتداء الذي بي مجونا --- فلما تمكّـن أمسى جنونا وكنت أظــن اله،وى هيّنا --- فلاقيت منه عذابـا مهينا
وقال العباس بن الأحنف بن الأسود وهو من المشهورين بالعشق : ويح المحبين ما أشقى جدودهم --- إن كان مثلُ الذي بي بالمحبينا يشقـون في هذه الدنيا بعشقهم --- لا يُدركـون به دنـيا ولا دينا
وقال الشاعر يصف حالهم : وما في الأرض أشقى من محب --- وإن وَجَد الهوى عذب المذاق تـراه باكـيا فـي كـل حيـن --- مخافـة فُـرقة أو لاشتيـاق فيبكـي إن نَــأوا شوقا إليهم --- ويبكي إن دَنَوا خوف الفراق فتسخـن عينـه عنـد التنائي --- وتسخـن عينـه عند التلاقي
قال ابن القيم " ولا يغتر بالحديث الموضوع على رسول الله الذى رواه سويد بن سعيد ... عن النبي أنه قال " من عشق فعف فمات فهو شهيد " وفي رواية " من عشق وكتم وعف وصبر غفر له الله وادخله الجنة " ... فإن هذا الحديث لا يصح عن رسول الله ولا يجوز أن يكون من كلامه فإن الشهادة درجة عالية عند الله ومقرونة بدرجة الصديقية ولها أعمال وأحوال هي شرط في حصولها وهى نوعان عامة وخاصة فالخاصة الشهادة في سبيل الله والعامة خمس مذكورة في الصحيح ليس العشق واحدا منها وكيف يكون العشق الذى هو شرك في المحبة وفراغ عن الله وتمليك القلب والروح والحب لغيره تنال به درجة الشهادة هذا من المحال فإن إفساد عشق الصور للقلب فوق كل إفساد بل هو خمر الروم الذي يسكرها ويصدها عن ذكر الله وحبه والتلذذ بمناجاته والأنس به ويوجب العبودية للقلب لغيره فإن قلب العاشق متعبد لمعشوقه بل العشق لب العبودية فإنها كمال الذل والحب والخضوع والتعظيم فكيف يكون تعبد القلب لغير الله مما تنال به درجة أفاضل الموحدين وساداتهم وخواص الأولياء " أهـ
بعض أسبـــــاب العشق :1 - إدمان النظر إلى المحرمات ( النساء الأجنبيات ، الفضائيات ، المواقع الإباحية ، المجلات الخليعة ... إلخ ) وفي الوسط التعليمي تحدث المصائب ، أصبح الذهاب إلى المدرسة والجامعة لا لشيئ إلا لرؤية هذا المحبوب والاجتماع به . 2 - محادثة النساء الأجنبيات والخلوة بهن وهذا مخالفة للشرع وتعريض للطبع لما قد جُبل على الميل إليه ( ينتشر هذا كثيرا في أماكن العمل أو المدارس ) 3 - المراسلة الخاصة عبر الشبكة العنكبوتية {الانترنت} ، أو الهاتف . 4 - سماع الغــزل والغنـــــاء . 5 – تضييع أوقــــــات الفراغ :
قال ابن القيم " عشق الصور إنما تبتلى به القلوب الفارغة من محبة الله تعالى والمعرضة عنه المتعوضة بغيره عنه فإذا امتلأ القلب من محبة الله والشوق إلى لقائه دفع ذلك عنه مرض عشق الصور . ولهذا قال الله تعالى في حق يوسف ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين ) فدل على أن الإخلاص سبب لدفع العشق وما يترتب عليه من السوء والفحشاء التي هي ثمرته ونتيجته فصرف المسبب صرف لسببه ولهذا قال بعض السلف العشق حركة القلب الفارغ يعنى فارغا مما سوى معشوقه " .
قال ابن عقيل " العشق مرض يعتري النفوس العاطلة والقلوب الفارغة ، والمتلمّحة للصور ، لدواع من النفس ، ويساعدها إدمان المخالطة ، فتتأكد الألفة ، ويتمكّن الأنس ، فيصير بالإدمان شغفا ، وما عشق قط إلا فارغ ، فهو من علل البطالين ... " إلى آخر كلامه
عــــــلاج العشــــق :أمراض العشق تختلف فليس علاج من عنده بداية المرض كعلاج من انتهى به المرض إلى نهايته ، لأنه إذا بلغ الغاية أحدث الجنون والذهول ، وتلك حالة لا تقبل العلاج .
قال ابن الجوزي " إذا كففت جوارحك فقد قطعت موادَّ الماء الجاري ، وينضب ما حصل في الوادي مع الزمان ، خصوصا إن طلعت عليه شمس صيف الخوف ، ومرّت به سموم المراقبة لمن يرى الباطن ، فما أعجل ذهابه ، ثم استغث بمن صبرت لأجله ، وقل : إلهي فعلت ما أطقت ، فاحفظ لي ما لا طاقة لي بحفظه " . وقد فصّل في علاجه ابن الجوزي في " ذم الهوى " وابن القيم في " روضة المحبين " فراجعه
مواعـــــــــــــظ :قال مالك بن دينار " مَن غلب شهوات الدنيا فذلك الذي يفرَق الشيطان من ظله "
قال أبو محمد الجريري " مَن استولت عليه النفس صار أسيرا في حكم الشهوات ، محصورا في سجن الهوى ، وحرم الله على قلبه الفوائد ، فلا يستلذ كلامه ولا يستحليه ، وإن كثُر ترداده على لسانه " .
قهر الهوى يوجب المباهاة قال صلى الله عليه وسلم " عجب ربنا من شاب ليس له صبوة "
قال الحسن البصري " إنما يدرك ابن آدم حاجته في صبر ساعة "
وقال السلف " لا خير في لذة من بعدها النار "
قال يحي بن معاذ " المغبون مَن عطّل أيامه بالبطالات ، وسلّط جوارحه على الهلكات ، ومات قبل إفاقته من الجنايات " كتب بعض الحكماء إلى أخ له : أما بعد ، فإن الدنيا حُلُم ، والآخرة يقظة والمتوسط بينهما الموت ، ونحن في أضغاث أحلام . والسلام " | |
|